اذا تدبرنا امر الصيام اتضح لنا انه ليس مجرد منع او حرمان بل وقايه وعنايه وعلاج للنفوس والابدان
وان فرضيته ذات وجهين احدهما خضوع للرحمن؛ والاخر ارتفاع بقدر الانسان
بترجمة العبوديه لله خالق الاكوان " دون سوا ه بالتوجه بما يملك من كيان واراده فى اتجاه الاجابه
بحسن العباده ,وعلى قدرالاداء يكون العطاء وبالتسليم يكون مسلما وبالاخلاص يصير مؤمنا
لقوله تعالى(تلك الدار الاخره نجعلها للذين لا يريدون علوا فى الارض ولا فسادا والعاقبة للمتقين)
وفريضة الصيام فرضها الله على امة خير الانام عليه الصلاه والسلام حثا على التقوى(يأيها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون)
ويتبين لنا ان الذين خصهم الله بالنداء هم المؤمنون وان الصيام سبب للتقوى بمعنى ,اتقاء الشرور والاثام والاتقاء من باب الوقايه وهى العلاج مقرون بالحرص والاصلاح متبوع بالحذر والله فى علمه السابق
والقائم الاذلى الدائم يعلم ان ابن ادم تستهويه الشهوات وتستميله النزوات وتستدرجه الرغبات
وتجتذبه الماديات ففى الصيام وقفه للتأمل وفرصه للتدبر وتخلية للنفس من حب الدنيا
وتحليها بالرضاء والصبر واعظم الصبر فيما يتوافر للمرء فيزهده او يؤجله او يمنحه لغيره وفى ذلك تنتصر
الروح على الهوى والضمير على الدوافع